“مغاربة العالم” يحتاجون لبروفايل ضمن كفاءات مغربية عارفة بقضاياهم اليومية

يبدو أنه مع توالي الأيام إلا وبات تعيين كاتب دولة مكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج أكثر إلحاحية بسبب غياب وزير يسهر على شؤون أزيد من ستة ملايين مغربي.

فلقد اثار غياب وزير معني بقضايا الجالية قلق هذه الجهة الثالثة عشرة، نظرا لطبيعة ملفات مرتبطة بهذه الفئة التي تستلزم الوقوف عليها عن كثب والتفرغ لقضاياها اليومية والشائكة عبر عدد من قنصليات المملكة بالخارج.

ولعل من المواصفات الواجب توفرها لكاتب الدولة المكلف بالجالية هو الالمام عن قرب لقاضايا هذه الفئة الحيوية والهامة، فضلا عن توفرها على بنك من العلاقات الديبلوماسية الهامة لاسيما بالقارة العجوز، حيث توجد هناك الجالية بغالبية عظمى اي بنسبة 85 في المائة من مغاربة العالم.

فالجالية المغربية تحتاج ايضا إلى بروفايل حكومي قوي ذي كفاءة مغربية حقيقية وليست من أولئك الذين يعطون تعليمات من كراسيهم الوثيرة، ماكثين بها غير آبهين بمشاكل وقضايا الجالية اليومية لاسيما أمام البلدان المضيفة، حيث يقتضي من كاتب الدولة الوقوف بنفسه على معالجة مختلف المشاكل أو الازمات التي قد تعصف بأفراد الجالية.

لا نريد هنا أن نعد حالات كثيرة وقعت مؤخرا لمواطنينا بالخارج، بسبب الاهمال في المتابعة الآنية والجادة لأبنائنا بالخارج، حيث نذكّر هنا بالانتقادات التي سبق وأن وجهها عاهل البلاد بسبب تقصير عدد من القناصلة عن أداء واجبهم الوطني والمهني، داعيا إلى إعفائهم، بالنظر إلى حجم الشكايات التي كانت ترِد عليه خلال لقاءاته معهم.

لذلك وإذ نذكّر مرة أخرى بالأهمية التي تحظى بها هذه الشريحة، باعتبارها فئة من فئات الشعب المغربي الوفي والتضامني من جهة، ومن جهة أخرى لما تضطلع به من أدوار إقتصادية حيوية بالنظر إلى تحويلاتها الهامة التي تدعّم من خلالها الاقتصاد الوطني ورصيد المغرب من العُملة الصعبة الضرورية لاستيراد السلع والخدمات الأساسية، حيث نستحضر هنا فقط الارتفاع الهام الذي تم تسجيله في هذا الصدد خلال هذا العام، بنسبة 45.7 في المائة رغم ظروف الجائحة، بعد أن بلغت تحويلات الجالية المغربية مبالغ ناهزت قيمتها 63 مليار درهم نهاية شهر غشت من السنة الجارية، مقابل 43 في نهاية غشت 2020، كل هذا ليشير إشارة واضحة إلى البروفايل الحكومي الذي ينبغي أن يتصف به كاتب الدولة المكلف بالجالية الذي من المرتقب تعيينه خلال أيام، من بُعد نظر، ودراية واسعة بقضاياها، إضافة إلى توفره على شبكة علاقات ديبلوماسية لاسيما منها الأوروبية، لبسط مناخ صحي لحمايتها وتوفير أمن اجتماعي واقتصادي لهذه الفئة التي تستحق كل العناية والاهتمام.

بالواضح